عشر نظريات لتبرر فشلك بيئياً
طالما أنك تقرأ هذه الكلمات، فهذا يعني أنك مهتم إلى حدّ ما بالدفاع عن قضايا البيئة. نعم، أنا مثلك أبذل جهدي في تجنب كل ما هو ملوَّث من ماء وهواء وغذاء، وأسعى دوماً لحماية ما يحيط بي من بشر وشجر ونبات وحجر. أحياناً أنجح وأحياناً أفشل، وعند الفشل تأخذني الأنفة، وأعلل النفس بقصص النجاح السابقة، وكيف أصبحت مناضلاً بيئياً شرساً لا يشق له غبار.
كفاحي في حماية البيئة كان مزيجاً من الانكسارات والانتصارات. فإذا رغبت بتعلم كيفية مواجهة الهزائم، والظهور أمام الآخرين بمظهر المدافع العنيد عن البيئة، أعرض عليك عشر نظريات من خلاصة تجاربي لتبرر فشلك بيئياً.
1. هم يلوثون
عندما تفشل في معالجة التلوث، أطلق صراعاً داخلياً لإقناع نفسك بأن التلوث شر لابد منه على درب التنمية. الثورة الصناعية في أوروبا حققت لها التقدم الذي كان ثمنه التلوث في كل مكان. وحيث أنك تخوض ثورتك الصناعية العتيدة، فمن حقك أن تقضي على ما يحيط بك مثلما فعل الملوثون من قبلك.
2. إنها مؤامرة
نعم، إنهم يتآمرون عليك! كل هذه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية البيئية هي لتقييد انطلاقتك وإحباط النهضة التي تشهدها بلادك. فشلك في حماية البيئة هو نجاح لهم، ونجاحهم في حماية البيئة هو فشل لك. خططهم وخططك متضاربة على الدوام، ولا مكان للنجاح المشترك.
3. مواردنا لا تنضب
كل شيء ينفذ في العالم، إلا ما تملكه أنت. أنت تعيش في بلاد الندرة المائية، لكن تذكر دوماً أن النيل والفرات وأنهار غيرها هي طوع بنانك. ربما لا تطال منها سوى النذر القليل، لكن بلادك هي أرض الثروات التي لا تنضب، فلماذا القلق على المستقبل والتفكير عبثاً بما ستتركه لأحفادك؟
4. النصف المليء
أنظر إلى النصف المليء، إلى الربع المليء، بل إلى القطرات المتبقية في هذا الكأس المثقوب! ألا ترى شيئاً من النجاح الذي تحقق؟ توجد وزارة وموظفون لحماية البيئة، وقوانين رادعة لكل من تسوّل له نفسه الإضرار بها، وهناك جمعيات أهلية وناشطون، حتى أننا خصصنا أسبوعاً كاملاً للاحتفال بالبيئة والتغني بها. فلمَ لا ترى سوى النصف الفارغ؟
5. البيت الزجاجي
نظريتهم في تغير المناخ تماثل ما يحصل في البيت الزجاجي (الدفيئة الزراعية) من احتباس حراري. ولعل فشلك في الإقلال من غازات الدفيئة تنتج عنه فوائد ومنافع لا تعلم بها الآن. تذكر دائماً أن البيت الزجاجي ليس شراً مطلقاً، فبفضله تحصل على الخضار والفاكهة في غير موسمها، وإن كانت بلا طعم أو رائحة.
6. الإنسان أولاً
مركب الحياة على الأرض لا تتسع سوى للبشر، هم وحدهم ومن بعدهم الطوفان! لا بأس بفقدان الأنواع الحية وخسارة الموائل الطبيعية والإفساد في الأرض، طالماً أن فكرك مقولب على شعار "الإنسان أولاً". وإذا حدثتك نفسك بأن البشر لا يمكنهم النجاة منفردين، واجه نفسك بما تنص عليه النظرية الثالثة "مواردنا لا تنضب".
7. كل شيء موثَّق
لقد قطعت مرحلة معتبرة في حماية البيئة. أدركت أن هناك تلوثاً، واتخذت قراراً بوضع حد لهذا الأمر، ثم بدأت بإعداد الدراسات والأبحاث، والمزيد من الدراسات والأبحاث، والمزيد من الأبحاث الدراسات، وهكذا. كل شيء أصبح موثقاً، لكن لا يستطيع أحد البدء بمعالجة التلوث قبل إنجاز المزيد من التوثيق.
8. وزير المالية
إذا كان الإصحاح البيئي يتطلب تأمين الموارد المالية، فإن التهاون في حماية البيئة ستكون له عوائد مالية. رئيس الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية في العالم، يرى في إجراءات الحد من التلوث تهديداً لتنافسية الاقتصاد الوطني وخنقاً للصناعة المحلية وقتلاً لفرص العمل. ثق أن القرارات الحكيمة تصدر دائماً عن وزير المالية، فوزير الصحة لا وقت لديه لكثرة مشاغله.
9. وجهة نظر
أطلقت العرب على الصحراء المهلكة اسم "المفازة" على أمل النجاة باجتيازها، وبالمثل فإن كل شيء في الحياة هو أمر نسبي يحتمل وجهات النظر المفرطة في التفاؤل. البعض يرى في طمر النفايات عملاً يلوّث البيئة، والآخرون يلصقون به وصف "الصحي". جرّب أن تنظر إلى التلوث من زاوية مختلفة، ففي ذلك منجاة لك ومفازة.
10. كن مثل توماس
يقول توماس أديسون: «لم أفشل قط، وإنما وجدت 10 آلاف طريقة لا تصلح لتحقيق النجاح». كن مثل توماس، ولا تيأس قط. فشلك في معالجة مشكلة بيئية، أو حتى 10 آلاف مشكلة، لا يعني أنك فاشل. وعندما تنجح في حل مشكلة بيئية ما، أو هكذا تظن، اجعل وسائل الإعلام تضج بنجاحك حتى ينسى الناس باقي المشاكل.